تُعتبر جراحة سرطان المريء من بين أكثر العمليات تعقيدًا في جراحة الجهاز الهضمي. تقليديًا، كانت تتطلب شقوقًا كبيرة، وإقامات طويلة في المستشفى، وفترات تعافي مطولة، مما يجعلها إجراءً يخشاه العديد من المرضى. لكن التقنيات المتقدمة minimally invasive (الحد الأدنى من التدخل) تُغير هذه الرواية. خضع مريض يبلغ من العمر 73 عامًا مؤخرًا لعملية استئصال المريء باستخدام تقنية إيفور لويس بالمنظار الصدري في مستشفى برجيل، أبوظبي، وتمت إحالته إلى المنزل بعد أربعة أيام فقط – مما يُعد شهادة على الابتكار والخبرة الجراحية.
رحلة المريض
على مدى ثلاث سنوات، عانى المريض من أعراض ارتجاع المريء التي استجابت لعلاج مثبطات مضخة البروتون. ومع ذلك، فقد تطورت لديه مؤخرًا صعوبة في البلع (صعوبة في بلع المواد الصلبة)، مما استدعى مزيدًا من الفحص.
تاريخ المرض شمل:
- مريء باريت طويل المقطع تحت المراقبة
- فرط شحميات الدم
- ارتفاع ضغط الدم
- مرض الشريان التاجي (3 دعامات تاجية، علاج مزدوج مضاد للصفيحات)
- غير مدخن
أظهرت التنظير ما كانت المراقبة تهدف إلى اكتشافه: سرطان غدي معتدل التمايز مثبت بواسطة خزعة.
التصنيف الشامل
نتائج الأشعة المقطعية:
- تثخن غير متناسق في جدار المريء بطول 9 مم
- يشمل 6.7 سم من الجزء البعيد من المريء
- تضيق خفيف في التجويف مع توسع في الجزء القريب
- لا توجد دلائل على وجود مرض نقيل
نتائج فحص PET:
- تثخن جدار مفرط التمثيل الغذائي (SUV 4.36) يظهر نشاطًا مرتفعًا للـ FDG
- عدد قليل من العقد اللمفاوية الهيلية والبرانية (SUV 2.5-3.0) مفرطة التمثيل الغذائي
- لا توجد ترسبات في الأعضاء البعيدة
الأشعة فوق الصوتية التنظيرية (EUS): قام الدكتور خالد السيد، استشاري أمراض الجهاز الهضمي، بإجراء الأشعة فوق الصوتية التنظيرية التي أظهرت وجود عقدة خبيثة سطحية في المريء عند 35 سم، والتي قام بإزالتها باستخدام تقنية الاستئصال تحت المخاطية التنظيرية (ESD).
أظهر الفحص النسيجي: سرطان غدي معتدل التمايز، على الأقل في المرحلة pT1b مع هامش استئصال عميق إيجابي.
قرار فريق الأورام المتعدد التخصصات
نظرًا لعدم اكتمال استئصال الورم المبكر ومرحلة السرطان التي لا تقل عن pT1b (مع وجود خطر يصل إلى 20% من انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية)، قرر الفريق المتعدد التخصصات تقديم استئصال المريء لإزالة السرطان بالكامل.
النهج الجراحي الأقل توغلاً
خضع المريض لعملية استئصال القلب والمريء وفق تقنية إيفور لويس باستخدام المنظار البطني والمنظار الصدري مع استئصال العقد اللمفاوية من الدرجة الثانية وعمليات توسيع البواب.
لماذا هذا مهم: تقوم معظم المراكز بإجراء هذه العملية من خلال شقوق جراحية كبيرة. يوفر النهج الجراحي الأقل توغلاً:
- شقوق أصغر
- ألم ما بعد العملية أقل
- تعافي أسرع
- إقامة أقصر في المستشفى
- نتيجة تجميلية أفضل
- تقليل المضاعفات
رحلة جراحية مدتها خمس ساعات
المرحلة 1: المرحلة البطنية (وضعية لويد ديفيس)
- استئصال المعدة القريب بشكل كلي مع استئصال العقد اللمفاوية الإقليمية
- بناء أنبوب المعدة
- توسيع البواب
- النهج بالمنظار طوال العملية
المرحلة 2: المرحلة التنظيرية الصدرية (وضعية البطن، تهوية رئة واحدة)
- تم إجراء استئصال المريء عن طريق قطع منتصف المريء باستخدام الدباسة
- تم إجراء استئصال العقد اللمفاوية الإقليمية
- تم سحب الأنبوب المعدي إلى الصدر (مع تجنب الالتواء)
- تم إجراء توصيل المريء بالمعدة بطريقة الخياطة التنظيرية من الطرف إلى الجانب
- اختبار تسرب الميثيلين الأزرق: سلبي
- تم وضع العينة في كيس مقاوم للماء ودفعها عبر الفتحة إلى البطن
المرحلة 3: المرحلة النهائية للبطن
- تم إغلاق الفتحة (لمنع الفتق الحشوي إلى الصدر)
- تم استرجاع العينة من خلال شق بيفانشتايل (لتجنب عملية الصدر المؤلمة)
- تم وضع تصريف صدري بطني
فقدان الدم: 50 مل
نقل الدم: لا شيء (خلال العملية أو بعدها)
تحقق من القسم المجمد
خلال الجراحة، أظهرت الأقسام المجمدة لهوامش الاستئصال القريبة والبعيدة نتائج سلبية، مما يؤكد إزالة الورم بالكامل مع هوامش واضحة.
تعافي ملحوظ
المسار بعد العملية:
- لا توجد مضاعفات
- تم الخروج في اليوم الرابع بعد العملية
- على نظام غذائي سائل كامل
- ظل المريض في حالة جيدة خلال المتابعة بعد 6 أسابيع
مقارنة بالنهج التقليدي:
- تتطلب الجراحة المفتوحة عادةً إقامة في المستشفى لمدة 10-14 يومًا
- ألم أكثر وبطء في الحركة
- شقوق أكبر مع وقت شفاء ممتد
نتائج علم الأمراض النهائية
- سرطان غدي متميز بشكل معتدل في المريء
- المرحلة: pT1bN0
- جميع العقد اللمفاوية الـ 32: سلبية للانتقالات
- هوامش الاستئصال: سلبية (استئصال R0 – إزالة كاملة)
إدارة المتابعة في علم الأورام
راجعت فريق العمل المتعدد التخصصات في علم الأورام علم الأمراض النهائي وقررت: المتابعة فقط (لا حاجة للعلاج الكيميائي الإشعاعي المساعد).
يعكس هذا الناتج الممتاز:
- الكشف المبكر من خلال المراقبة
- الإزالة الجراحية الكاملة
- عدم وجود انخراط في العقد اللمفية
- هوامش واضحة
فهم المريء بارrett وخطر الإصابة بالسرطان
المريء بارrett هو حالة تتغير فيها بطانة المريء نتيجة الارتجاع الحمضي المزمن. على الرغم من أن معظم الأشخاص الذين يعانون من المريء بارrett لا يصابون بالسرطان، إلا أن المراقبة المنتظمة ضرورية لأن:
- نسبة صغيرة تتطور إلى السرطان
- الكشف المبكر يحسن النتائج بشكل كبير
- تتوفر خيارات علاجية طفيفة التوغل للأمراض في مراحلها المبكرة
- معدلات الشفاء مرتفعة عند اكتشافها مبكرًا
التميز الجراحي وراء هذا النجاح
- تظهر هذه الحالة عدة جوانب من الرعاية الجراحية المتقدمة:
- الخبرة في الجراحة minimally invasive: عدد قليل من الجراحين حول العالم يقومون بإجراء هذه العملية المعقدة بالمنظار.
- التعاون متعدد التخصصات: يعمل أطباء الجهاز الهضمي والجراحة والأورام وعلم الأمراض والتخدير بشكل متكامل.
- التقنيات المتقدمة: بناء الوصلات باستخدام تنظير الصدر، واسترجاع Pfannensteil مع تجنب ألم الصدر.
- الرعاية المتمحورة حول المريض: تحقيق التوازن بين علاج السرطان وجودة الحياة والتعافي.
لماذا تختار برجيل لعلاج سرطان المريء
- خبرة في جراحة المريء minimally invasive
- لجنة أورام متعددة التخصصات
- تقنيات تنظير متقدمة (ESD، EUS)
- قدرة على إجراء قسم مجمد أثناء العملية
- خدمات شاملة في علم الأورام
- بروتوكولات تعافي محسّنة (ERAS)
- إقامة أقصر في المستشفى
- نتائج أفضل
خبراؤنا

الأستاذ الدكتور باسل عموري
استشاري – جراح بدانة بالمنظار، وجراحة الجهاز الهضمي، والجراحة الكبدية الصفراوية، وجراحة البنكرياس
مستشفى برجيل، أبوظبي
رعاية متقدمة لسرطان الجهاز الهضمي
يتطلب سرطان المريء خبرة متخصصة ونهجًا متعدد التخصصات. يقدم فريقنا تقييمًا شاملاً، وخيارات جراحية متقدمة، ودعمًا مستمرًا في مجال الأورام.
