في عالمنا الحالي سريع الخطى، يقضي الكثير منا جزءًا كبيرًا من يومنا جالسًا سواء كان ذلك في العمل أو أثناء التنقل أو أثناء الأنشطة الترفيهية. يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى مشاكل صحية عديدة من بينها آلام الظهر وإجهاد الرقبة ووضعية الجسم السيئة. وسنقدم لك في هذه المقالة عبر مدونتنا إرشادات حول وضعية الجلوس المثالية ونصائح حول اختيار الكرسي المناسب لاحتياجاتك لمساعدتك في الاحتفاظ بصحة جيدة والاستمتاع بالراحة، بالإضافة إلى تسليط الضوء أيضًا على الآثار الضارة للجلوس لفترات طويلة ورؤى أخصائيي العلاج الطبيعي ذوي الخبرة لدينا.
وضعية الجلوس المثالية:
- وضع الكرسي:
- اختر كرسيًا ثابتًا وقابل للتعديل مع دعامة قطنية جيدة. وتأكد من أن قدميك يمكن أن تستقر بشكل مسطح على الأرض أو على مسند القدمين.
- اجلس بحيث يمتد جسمك إلى ظهر الكرسي، وبحيث يكون أسفل ظهرك مدعومًا بالمنحني القطني للكرسي.
- حافظ على وجود فجوة صغيرة بين حافة الكرسي والجزء الخلفي من ركبتيك.
- محاذاة الجسم:
- حافظ على قدميك مسطحتين على الأرض أو مسند القدمين، مع وضع ركبتيك بزاوية 90 درجة.
- يجب وضع الوركين أعلى قليلاً من الركبتين، مما يعزز الانحناء القطني المناسب.
- حافظ على وضع محايد للعمود الفقري، وتجنب التقوس أو الإفراط في مد الجسم.
- مساند الذراعين والمكتب:
- اضبط مساند الذراعين بحيث يكون ساعداك موازيين للأرض عند الطباعة أو استخدام فأرة الكمبيوتر (الماوس).
- تأكد من أن مكتبك في الارتفاع الصحيح لمنع الانحناء أو الإفراط في مد الجسم.
- وضع الشاشة:
- ضع شاشة الكمبيوتر عند مستوى العين لتقليل إجهاد الرقبة. استخدم حامل شاشة إذا لزم الأمر.
- حافظ على مسافة حوالي 20-24 بوصة (50-60 سم) بين عينيك والشاشة.
- فترات الراحة والحركة:
- خذ فترات راحة منتظمة للوقوف والتمدد والتجول، مما يعزز الدورة الدموية ويقلل من إرهاق العضلات.
- ضع في اعتبارك استخدام مكتب منتصب لاستخدامه في جزء من يوم عملك لتغيير وضعيتك.
اختيار الكرسي المثالي:
- دعامة قطنية
- اختر كرسيًا مع دعامة قطنية قابلة للتعديل تناسب المنحنى الطبيعي لأسفل ظهرك. يساعد هذا في الحفاظ على الوضعية المثالية.
2. عمق المقعد وتوسيده:
- اختر كرسيًا بمقعد له عمق معين يسمح لك بالجلوس مع وضع قدميك على الأرض مع الحفاظ على فجوة صغيرة خلف ركبتيك.
- تأكد من أن البطانة مريحة وداعمة.
3. قابلية التعديل
- ابحث عن كرسي به خيارات ضبط متعددة، بما في ذلك ارتفاع المقعد وارتفاع مسند الذراع وإمالة مسند الظهر إذ أن هذا يسمح بتعديل الجلوس حسب احتياجات جسمك.
4. المواد وقابلية التهوية:
- ضع في اعتبارك مادة تنجيد الكرسي، إذ يجب أن تكون هذه المادة صحية للتنفس لمنع التعرق المفرط وعدم الراحة.
5. اختبار قبل الشراء:
· جرب كراسي مختلفة قبل الشراء إذا أمكن ذلك لضمان الراحة والملاءمة.
فهم الآثار الضارة للجلوس لفترات طويلة:
يمكن أن يكون للجلوس لفترات طويلة العديد من الآثار الضارة على صحتك، بما في ذلك:
- مشاكل عضلية هيكلية: يمكن أن تؤدي عادات الجلوس غير السليمة إلى ألم الظهر وإجهاد الرقبة ووضعية جسم سيئة.
- ضعف الدورة الدموية: يمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم في الساقين إلى زيادة خطر تجلط الدم وتجلط الأوردة العميقة والدوالي.
- زيادة الوزن: غالبًا ما يؤدي نمط الحياة قليل الحركة إلى زيادة الوزن والسمنة.
- صحة القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يساهم الجلوس لفترات طويلة في أمراض القلب ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
- مشاكل التمثيل الغذائي: تنخفض حساسية الأنسولين مع الجلوس لفترات طويلة، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
- ضعف العضلات وعدم التوازن: يمكن أن يؤدي الجلوس لفترات طويلة إلى ضمور العضلات وعدم التوازن.
- مشاكل الجهاز الهضمي: يمكن أن يؤدي الجلوس لفترة طويلة إلى إبطاء عملية الهضم ويؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي.
- تأثير الصحة العقلية: يمكن أن يساهم الجلوس لفترات طويلة في الشعور بالتوتر والقلق والاكتئاب.
- انخفاض قدرة الرئة: يمكن أن يؤدي الجلوس بشكل غير صحيح إلى إضعاف قدرة الرئة وضعف التنفس.
- التشوهات الوضعية: مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الجلوس بوضعية سيئة إلى تشوهات دائمة في وضعية الجسم.
- زيادة خطر الإصابة: يمكن أن تزيد عادات الجلوس السيئة من خطر الإصابة أثناء الأنشطة البدنية.
- التأثير على طول العمر: تشير العديد من الدراسات إلى أن الجلوس لفترات طويلة يسبب قصر العمر، حتى بين أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام.
الخلاصة:
الحفاظ على وضعية الجلوس المثالية واختيار الكرسي المناسب هو أمر ضروري للوقاية من المشكلات العضلية الهيكلية وتعزيز الرفاهية الصحية العامة. ويمكنك إنشاء مساحة عمل مريحة أو بيئة تسمح لك بالاسترخاء إذا اتبعت الإرشادات الموضحة في هذه المقالة وأدركت جيدًا الآثار الضارة للجلوس لفترات طويلة، . تذكر أن بدنك هو أهم ما لديك، لذلك لا تتردد في استشارة أخصائي الرعاية الصحية أو أخصائي العلاج الطبيعي للحصول على مشورة مخصصة إذا كنت تعاني من عدم الراحة أو الألم المستمر أثناء الجلوس، فيجب أن تكون صحتك وراحتك دائمًا هي الأولوية القصوى.